سورة المزمل - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (المزمل)


        


{وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا (10)}
{واصبر على مَا يَقُولُونَ} مما يؤلمك من الخرافات كقولهم يفرق بين الحبيب وحبيبه على ما سمعت في بعض روايات أسباب النزول {واهجرهم هَجْرًا جَمِيلًا} بأن تجانبهم وتداريهم ولا تكافئهم وتكل أمورهم إلى ربهم كما يعرب عنه قوله تعالى:


{وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11)}
{وَذَرْنِى والمكذبين} أي خل بيني وبينهم وكل أمرهم إلي فان في ما يفرغ بالك ويجلي همك ومر في أن تمام الكلام في ذلك وجوز في المكذبين هنا أن يكونوا هم القائلين ففيه وضع الظاهر موضع المضمر وسما لهم يسم الذم مع الإشارة إلى علة الوعيد وجوز أن يكونوا بعض القائلين فهو على معنى ذرني والمكذبين منهم والآية قيل نزلت في صناديد قريش المستهزئين وقيل في المطعمين يوم بدر {أُوْلِى النعمة} أرباب التنعم وغضارة العيش وكثرة المال والولد فالنعمة بالفتح التنعم وأما بالكسر فهي الانعام وما ينعم به وأما بالضم فهي المسرة {وَمَهّلْهُمْ قَلِيلًا} أي زمانًا قليلًا وهو مدة الحياة الدنيا وقيل المدة الباقية إلى يوم بدر وإيًا ما كان فقليلًا نصب على الظرفية وجوز أن يكون نصبًا على المصدرية أي امهالًا قليلًا والتفعيل لتكثير المفعول.


{إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12)}
{إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالًا} جمع نكل بكسر النون وفتحها وهو القيد الثقيل وقيل الشديد وقال الكلبي الإنكار الأغلال والأول أعرف في اللغة وعن الشعبي لم تجعل الأنكال في أرجلهم خوفًا من هربهم ولكن إذا أرادوا أن يرتفعوا استفلت بهم والجملة تعليل لقوله تعالى: {ذرني} وما عطف عليه فكأنه قيل كل أمرهم إلي ومهلهم قليلًا لأن عندي ما انتقم به منهم أشد الانتقام انكالًا {وَجَحِيمًا} نارًا شديدة الإيقاد.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7